مدينة تدنيست بإحاحان
سلسلة تاريخنا المنسي : الحلقة رقم 1
تدنيست مدينة قديمة بناه الافارقة في سهل على جانب كبير من الرونق و الجمال يحيط بها من كل جانب سور من الاجر و الطين ويوجد في داخله الدور و الدكاكين و يوجد بها خمسمائة كانون فاكثر و يسيل على مدى طول السور جدول ماء ينبع بالقرب من دلك المكان و في المدينة بعض دكاكين التجار الذين يبيعون القماش المستعمل في تلك الناحية و نسيج الكتان المستورد من البرتغال و ليس هناك من الصناع غير الاسكافين و الحدادين و الخياطين وبعض الصاغة اليهود. و لا يوجد في اي مكان من هذه المدينة فندق ولا حمام و لا دكان حلاق فاذا جاء احد التجار الغرباء نزل عند صديق او شخص يعرفه و ادا لم يعرف احد اقترع اعيان المدينة لاضافته وهكذا يجد جميع الغرباء منازل لهم. و هؤلاء القوم يسرهم ان يكرموا كل غريب. حقا ان على كل ضيف من الغرباء ان يقدم عند انصرافه بعض الهدايا لمضيفه اعترافا بالجميل و اذا جاء مسافر من غير التجار كان له حق اختيار مكان نزوله عند من يروقه من الاعيان دون ان يؤدي ثمن او يقدم هدية و اذا اتفق مجيء فقير غريب اسكنوه في ملجأ خاص بايواء الفقراء و اطعامهم
و في وسط المدينة جامع عظيم مبني بالحجر و الجير في غاية الحسن و هو عتيق شيد في الوقت الذي كانت البلاد خاضعة لسلطة ملوك مراكش و في وسط المسجد صهريج كبير. يقوم بخدمة هذا الجامع عدد من الفقهاء و السدنة و يرى (في المدينة) كذلك بعض الجوامع و المساجد الاخرى وهي جيدة البناء يعتني المكلفون بخدمتها رغم صغر ها و في مدينة #تدنست مئة منزل لليهود لا يؤدون الجزية لكنهم يقدمون عادة هدايا للاعيان الدين يحمونهم و معظم السكان من اليهود و هم الدين يملكون دار السكة و يضربون لسكان المدينة نقود الفضة يستخرج من كل اوقية من الفضة مئة وستون قطعة نقدية صغيرة تشبه " الهليير " المجري الا انها مربعة و لا وجود في هذه المدينة لضريبة الاسواق و لا لضريبة الجمر و لا لأية جباية اخرى و ادا اتفق ان اضطرت المدينة لبعض الايداءات اجتمع اعيانها و اقتسموا المصاريف بحسب ما يستطيع كل واحد منهم
و قد خربت #تدنست عام918 للهجرة و فر سكانها بعضهم إلى الجبال و بعضهم الى مراكش لان جيرانهم الاعراب تواطؤوا مع قائد جيش ملك البرتغال المقيم باسفي و كان هؤلاء الاعراب يريدون تسليم المدينة للنصارى فاتفق السكان و غادروها جميعهم و قد شهد كاتب هده السطور مدينة تيدنست بعد خرابها و قد تهدم السور كله و كذلك المنازل و لم يعد يسكنها غير البوم و الغربان وذلك عام 920 هجرية
تدنيست مدينة قديمة بناه الافارقة في سهل على جانب كبير من الرونق و الجمال يحيط بها من كل جانب سور من الاجر و الطين ويوجد في داخله الدور و الدكاكين و يوجد بها خمسمائة كانون فاكثر و يسيل على مدى طول السور جدول ماء ينبع بالقرب من دلك المكان و في المدينة بعض دكاكين التجار الذين يبيعون القماش المستعمل في تلك الناحية و نسيج الكتان المستورد من البرتغال و ليس هناك من الصناع غير الاسكافين و الحدادين و الخياطين وبعض الصاغة اليهود. و لا يوجد في اي مكان من هذه المدينة فندق ولا حمام و لا دكان حلاق فاذا جاء احد التجار الغرباء نزل عند صديق او شخص يعرفه و ادا لم يعرف احد اقترع اعيان المدينة لاضافته وهكذا يجد جميع الغرباء منازل لهم. و هؤلاء القوم يسرهم ان يكرموا كل غريب. حقا ان على كل ضيف من الغرباء ان يقدم عند انصرافه بعض الهدايا لمضيفه اعترافا بالجميل و اذا جاء مسافر من غير التجار كان له حق اختيار مكان نزوله عند من يروقه من الاعيان دون ان يؤدي ثمن او يقدم هدية و اذا اتفق مجيء فقير غريب اسكنوه في ملجأ خاص بايواء الفقراء و اطعامهم
و في وسط المدينة جامع عظيم مبني بالحجر و الجير في غاية الحسن و هو عتيق شيد في الوقت الذي كانت البلاد خاضعة لسلطة ملوك مراكش و في وسط المسجد صهريج كبير. يقوم بخدمة هذا الجامع عدد من الفقهاء و السدنة و يرى (في المدينة) كذلك بعض الجوامع و المساجد الاخرى وهي جيدة البناء يعتني المكلفون بخدمتها رغم صغر ها و في مدينة #تدنست مئة منزل لليهود لا يؤدون الجزية لكنهم يقدمون عادة هدايا للاعيان الدين يحمونهم و معظم السكان من اليهود و هم الدين يملكون دار السكة و يضربون لسكان المدينة نقود الفضة يستخرج من كل اوقية من الفضة مئة وستون قطعة نقدية صغيرة تشبه " الهليير " المجري الا انها مربعة و لا وجود في هذه المدينة لضريبة الاسواق و لا لضريبة الجمر و لا لأية جباية اخرى و ادا اتفق ان اضطرت المدينة لبعض الايداءات اجتمع اعيانها و اقتسموا المصاريف بحسب ما يستطيع كل واحد منهم
و قد خربت #تدنست عام918 للهجرة و فر سكانها بعضهم إلى الجبال و بعضهم الى مراكش لان جيرانهم الاعراب تواطؤوا مع قائد جيش ملك البرتغال المقيم باسفي و كان هؤلاء الاعراب يريدون تسليم المدينة للنصارى فاتفق السكان و غادروها جميعهم و قد شهد كاتب هده السطور مدينة تيدنست بعد خرابها و قد تهدم السور كله و كذلك المنازل و لم يعد يسكنها غير البوم و الغربان وذلك عام 920 هجرية
السلام عليكم ورحمة الله
ردحذفاريد الزيادة والتعمق في الموضوع اكثر .ولكم مني جزيل الشكر