بيلماون بوجلود
بيلماون/بوجلود ليس الوحيد بالعالم..
▪︎ نعم.. فإحتفالية بيلماون/بوجلود ليست الوحيدة بالعالم.. بل هناك طقوس وعادات احتفالية مماثلة لها في مناطق متفرقة ودول عديدة سواء في الماضي أو بالحاضر.. وجميعها تعود جذورها بحسب الباحثين إلى [ فترات قديمة بالتاريخ ].. إلى ما قبل الديانات الإبراهيمية.. بل وتمتد الى فترات مظلمة بعيدة تحكي تفاعل الإنسان القديم خلالها مع الطبيعة... وسنفرد مجموعة من الأمثلة عن هاته الطقوس والتي لا يزال بعضها مستمرا إلى الآن عبر العالم...
▪︎ كل باحث في التاريخ والميثولوجيا سيلاحظ بأن الإغريق والرومان كان لديهم بالفعل في أساطيرهم.. الآلهة الرعوية مثل بان ولوبيركوس [ Pan - Lupercus ]... وهما ضمن آلهة الخصوبة وحماة الرعاة والقطعان والطبيعة... وأن المؤلفات الكلاسيكية وكتب التاريخ تروي عن ممارسات احتفالية دينية لما يشبه بيلماون/بوجلود.. خاصة إحتفالات Lupercalia..
▪︎ ففي طقوس Lupercalia.. يرتدي الشباب جلد الماعز.. ثم يقوم الكاهن يجرح جباههم بسكينه... ثم يمسح الدم المسكوب بقطعة صوف مبللة بالحليب... في ذلك الوقت.. كان على الشباب أن يضحكوا بصوت عال.. ثم يركضوا بعدها في جميع أنحاء مدينة روما... كانوا مسلحين بشرائط من جلد الماعز المذبوح.. ليجلدوا بها النساء اللواتي قابلوهن في طريقهن.. خاصة اللاتي يرغبن في إنجاب طفل في غضون عام..
▪︎ كما سيلاحظ... أنه توجد ممارسات مماثلة أيضا لبيلماون/بوجلود بصيغته المحلية.. في جزر الكناري حيث يحتفل تقليد Carneros de Tigaday بهذه الممارسة خلال شهر فبراير.. خاصة في جزيرة El Hierro.. والتي تعد واحدة من الجزر الرئيسية في أرخبيل الكناري.. حيث لا تزال الثقافة الأمازيغية متأصلة بفضل الغوانش...
▪︎ بالإضافة إلى جزيرة سردينيا.. ولا سيما بلدية Mamoiada.. يتم تقليد Mamuthones و Issohadores سنويا... اذ يعمد السردينيون إلى إرتداء جلود الغنم ويضعون أقنعة مخيفة على وجوههم.. وذلك لتصوير الحياة الزراعية الرعوية العتيقة المرتبطة بالمناخ والبيئة...
▪︎ كما يتم الاحتفال أيضا بتقاليد مشابهة في جبال الألب.. في كل من ألمانيا والنمسا من خلال مسيرات Krampus.. بالإضافة الى أنشطة مماثلة في بافاريا وسلوفينيا والمجر وأجزاء من كرواتيا وشمال إيطاليا.. والتي تعرف أداء طقوس قديمة لطرد أشباح الشتاء.. اذ يرتدي المحتفلون قرونا على رؤوسهم وجلود بنية وسوداء.. ويمسكون بحوافر الماعز.. أو سياط يضربون بها الأرصفة ويلوحون بها فى الهواء وهم يسيرون فى مواكب تجوب الشوارع والطرقات الجانبية على وقع قرع الطبول ورنين الأجراس..
▪︎ هناك طقوس مشابهة تماما أيضا في مقاطعة نافارا الإسبانية... في ما يسمى مهرجان [ زوبيتا للزراعة والماشية ].. اذ يسير المحتفلون فى الشوارع مرتدين جلود الحيوانات وهم يقرعون الأجراس المثبتة على ظهورهم..
▪︎ كذلك نجد [ عيد الكوكري ] في بلغاريا.. اذ يحتفل به البلغاريون بارتداء جلود الحيوانات خاصة الماعز والخراف.. ويؤدون رقصاتهم بأجراس معلقة بحزام يوضع على الخصر كي تسمع أصواتها في جميع أنحاء القرية.. وذلك بغاية طرد الشر المتراكم بينهم... كما أن هناك طقوس مشابهة بباقي مناطق البلقان..
▪︎ أيضا في مهرجان موهاكس/Mohacs.. في هنغاريا.. عادات فولكلورية مجرية تقليدية.. اذ يرتدون أقنعة بشعة مع قرون حقيقية ومنحوتة من الخشب ورسمها حرفيون محليون.. كما يرتدون جلدا كبيرا من جلد الحيوانات مع أجراس الأبقار..
▪︎ ومهرجان kurent / korant في سلوفينيا اذ يلبس السلوفينيون جلود الغنم.. الذي يتدلى حول حزامه أجراس كبيرة ومناديل مطرزة بشكل جميل.. وهذه العادة من أبرز العادات المحتفى بها بهذه المنطقة.. المرتبطة رمزيا بكروم العنب.. وإله الفرح والنبيذ في الأساطير السلافية وطقوس الخصوبة القديمة.. والذي تم ضمها إلى لائحة التراث اللامادي بقائمة الUNESCO..
▪︎ نضيف تقاليد كرنفال [ AMFISSA ] في اليونان اذ تحتل الأقنعة والطبول والنيران والأجراس وجلود الحيوانات مركز الصدارة في الطقوس المتنوعة لتعزيز الخصوبة في موسم الكرنفال اليوناني.. وليس هو الوحيد.. فهناك مهرجان ثان... يسمى [ FLAMBOURO ] يستعمل فيه القرويون الأجراس صاخبة لإخافة الأرواح الشريرة.. يرتدي آخرون جلود الأغنام.. ويتبادلون البرتقال المغطى بالقطع النقدية مع الزوار.. وهو تقليد قديم يرمز إلى التسامح...
▪︎ نضيف أيضا تقليد Tschäggätä في سويسرا اذ توارثت الساكنة هذه الطقوس.. ف رجال البلدة يسيرون في شوارع الكرنفال وهم يرتدون جلود الحيوانات والأقنعة الخشبية وأجراس الأبقار عبر الأجيال وذلك في العديد من القرى الجبلية في سويسرا...
▪︎ الأمثلة المذكورة ليست سوى جزءا مختارا من العادات الشعبية التي تشبه عادة بيلماون/بوجلود في صيغتها المحلية.. اذ هناك الكثير منها بمناطق أخرى.. وكلها تجتمع في نقاط رئيسية أهمها.. هو كونها تحاكي طقوسا قديمة.. وأيضا متوارثة بين الأجيال.. وتعكس خصوصيات الشعوب الأصيلة.. كما يمكن أن نعتبرها نوعا من التواصل التاريخي والروحاني مع الأسلاف.. وربط احتفالي بين ماضي هذه الشعوب العتيقة وحاضرها..
▪︎ وبغض النظر عن نظرة البعض محليا اتجاه إحتفالات بيلماون/بوجلود.. خاصة تلك التي تصفه بالتخلف والوثنية بدعوى دينية تارة وبدعوى أنه غير حضاري تارة أخرى.. إلا أن الملاحظ أن المجتمعات خاصة بأوروبا تثمن عاداتها وتقاليدها وتحاول بعث تاريخها والاهتمام بمثل هاته الإحتفالات.. والدفع بها لتكون عبارة عن مهرجانات احتفالية راقية يذهب إليها الزوار من كل العالم... المجتمعات المدنية التي لا عقدة لها من عاداتها الشعبية.. وبالتالي لا تجدها عقبة في سيرها إلى التحضر.. بل التحضر هنا هو من يخدم التاريخ وإعادة إحياء الهوية المحلية!
▪︎ المصادر :
.للإستزادة:
https://l8.nu/r3lw
https://l8.nu/snLB
https://l8.nu/snLM
https://l8.nu/r3m3
.https://l8.nu/r3m9
https://l8.nu/r3mj
https://l8.nu/snMf
https://l8.nu/r3mz
https://l8.nu/r3mE
https://l8.nu/r3mN
https://l8.nu/r3mT
https://l8.nu/r3mX
تعليقات
إرسال تعليق