أسطورة الظهير البربري

أسطورة الظهير البربري

▪︎لقد أدى الظهير المنظم لسير العدالة بالقبائل ذات الأعراف الأمازيغية 1930، والمسمى زورا وبهتان بالظهير البربري الى التمحض والميلاد الفعلي لدعاة القومية المشرقية البعثية في المغرب .

▪︎وهنا يقول الكاتب محمد بودهان في كتابه في الهوية الأمازيغية للمغرب " إن أسطورة الظهير البربري أسطورة الأساطير التي جعلت من العروبة العرقية ضحية ومن الأمازيغية حليفة للإستعمار في تآمرهما على هذه العروبة ،التي حاولت فرنسا فصل "البربر" عن انتمائهم إليها، والعمل على تنصريهم حتى تقطع كل أصرة تربطهم بهذه العروبة. لكن هذه الأخيرة واجهت المؤامرة وأفشلت مشروع فرنسا الإنفصالي، وحمت الإنتماء العربي، وأنقذت الأمازيغيين من التنصير بفضل سلا "اللطيف الفتاك".

▪︎كان الهدف انطلاقا من الإسم الحقيقي  للظهير السلطاني الذي أصدره السلطان  محمد الخامس والإستعمار الفرنسي ،تسهيل عملية تحفيظ العقار للفرنسيين الذين كانوا يشترون الأراضي في المناطق التي كانت تسير بالقوانين العرفية الأمازيغية إزرفان

▪︎إلا أن مجموعة من الأطراف الذين كانوا يتمتعون بالحماية القنصلية أبدوا معارضتهم لهذا الظهير بحكم أنه كان يهدد مصالحهم وأهدافهم ، إلى درجة إحتقارهم السلطان محمد الخامس ،ودعواهم أنه شاب غير محنك ولعبة بين يدي فرنسا تفعل به ما تشاء

▪︎واستعمل هؤلاء الخيال في تضخيم الحدث وتشويهه ، وبدعم من مجموعة من القوميين العرب بالمشرق ، أمثال شكيب أرسلان ، شنوا بروباغندا إعلامية واسعة ،كون أن الظهير حسب زعمهم معاديا للإسلام وبداية لتنصير الأمازيغ  والتفرقة بين العرب والأمازيغ ،كما دعوا في المساجد إلى ترديد دعاء ، يا لطيف نسألك اللطف بما جرت به المقادير أن لا تفرق بيننا وبين إخوتنا البرابرة ..

▪︎وفي الوقت الذي كان أبناء الحركة (الوطنية) يرددون اللطيف في المساجد كان الوطنيون الحقيقيون يتعرضون للإبادة في جبال الأطلس وغيرها من بؤر المقاومة دون أن يعيرهم الإعلام المشرقي الذي يروج لأسطورة الظهير البربري أي اهتماما يذكر 

 ▪︎ركز القوميون العرب مجهودهم على بروباغاندا “الظهير البربري”، استعدادا لمرحلة الإستقلال ،  لفرض العروبة والتعريب على  المغاربة بوصفهما الوجه الثقافي للإستقلال والعنصر المكمل للتحرر السياسي والإقتصادي

▪︎فقد ألصقوا بالأمازيغية وكل من ينتمي الى حقلها تهمة العنصرية والفتنة والتفرقة ودعوة الى احياء طقوس الظهير البربري وثارة أخرى التمويل من اجندة خارجية.

المصادر و المراجع : 

▪︎محمد بودهان ، في الهوية الامازيغية للمغرب ص 272-273

▪︎محمد مونيب ، الظهير البربري اكبر اكدوبة سياسية في المغرب المعاصر"ص 47