الزعيم عسو أوبسلام
كثيرا ما نتحدث عن البطل التاريخي عسو اوباسلام , لكن نجهل الكثير عن حياته , و ارتأيت في هذا المقال أن أسلط الضوء على حياة رجل عظيم دافع عن عرض و شرف امازيغن عموما و العطاوين خصوصا , و ارض آوت أجداده في وجه غطرسة و جبروت الاحتلال .
هو عسو أوعلي نأيت بسلام ,من أصل بوتغراتين الذين ينتسبون إلى ايت زوكنيت. كان أبوه علي أو باسلام شيخ إيلمشان من أصل تاغيا ن إيلمشان ناحية تين إغير "تنغير". تقلد عسوا اوبسلام الكثير من المناصب بقبيلة إيلمشان حيث انتخب سنة 1919 شيخا لها , تميز بكفاءته في المعارك مما جعل الكل يحترمه كبارا و صغيرا . وفي سنة 1920 تم تعيينه فئ أعلى المناصب لدى ايت عطا وهو منصب أمغار نو أفلا-الشيخ العام , الانتخاب الذي ثم تزكيته من طرف كل الأخماس الخمس ( ايت اوحليم الذي ينتمي إليه , ايت ولال, ايت اعزى , أيت خباش), اختياره تم وفق الأعراف و التقاليد المتبعة في اختيار رؤساء و أعيان و حكام القبائل ,
انتخاب عسو اوباسلام جاء في ظروف عصيبة جدا تمثلت في الضغوط التي كانت تمارس على اتحادية ايت عطا من طرف المستعمر الجديد و القديم معا , لذلك وجب اختيار أمغار نو أفلا يتصف بجميع الصفات المخولة للشيخ العام .
و لفهم شخصيته وجب استحضار ما كتبه الذين عاشروه أو حاربوه.
كتبه عنه النقيب مون دوسافاس le capitaine mont de savasse : "رجل ذو فكر ثاقب و استقامته نزيهة , شريف , أمين شديد التدين , متصوف و سلطوي يعمل كل ما في وسعه ليكون عادلا , و باختصار فان عسو أو باسلام كان زعيما طبيعيا بدون منازع , يأخذ بزمام ايت عطا و يحظى باحترام كل الرفاق تقريبا خارج القبيلة و طلية السنوات التي قام فيها بمهمته كما أن عمله دائب لا يعرف التوقف " انتهى كلام النقيبًًًٌَََُِّّّّّّّّّ(1)[i]
و يقول فيه العقيد ماتيو colonel mathieu في كتابه : حياة مجيدة ( une vie exlatante) " أمغار عسو أوبسلام ذو قامة ضخمة و نظر نفاذ , عينان صغيرتان سوداوان براقتان و ماكرتان , تظهران و كأنهما تسحرانك , يعرج برجله اليسرى ناتجة إصابته بجرح في صاغرو و ترك أثرا و واضحا عليه, كان يتكلم قليلا كما كانت كل تدخلاته مدعمة بحجج و حلول ملموسة , كان رجلا مستقيما ذو كلمة واحدة " ((2.
أما الأكاديمي الفرنسي (3) هنري تماندو قال فيه:"كان رجلا ذو وجه وسيم حازم و جسم نحيف و مفتول العضلات صعب , لكنه فخور ممتلئ عزة بالنفس , يفرض الاحترام و الثقة , كانت القبائل محظوظة لكونها تحت إمرة رئيس معترف به من طرف جميع القبائل مما زاد في مضاعفة قوتها , والوله لما استطاعت الصمود طيلة هذه المدة , لقد كان روح المحاصرين …"
و كتب عنه جورج سبيلمان (4) مايلي "امازيغي صلب , يزهو بعنصره ,معروف بشهامته في المعركة , ذو شخصية رئيس و يجمع حوله بطواعية كل الذين يرفضون سلطة الكلاوي و القوات الفرنسية "
حولت فرنسا استمالة عسو و أغرته بمناصب عالية ، لكنه دائما يرفض كل ذلك ان عسو أو باسلام يرفض كل حوار أو نقاش مع العدو و نقلا عن شهادة شفوية " عندما راسلت فرنسا ايت عطا بأنها على استعداد للمفوضات و الحوار مع المقاومة أجابهم عسو ببلاغ يقول فيه " ليأتي الذي حرر هذه الرسالة إلى هنا ليتلقى الجواب " عين عسو بسلام قائدا و تقلد مهمة رسمية بمحكمة الاستئناف بإغرم أمز دار، وبسب معاناته الطويلة مع مرض ناتج عن إصابة تلقها في معركة بكافر, توفي بطلنا التاريخي يوم 16 غشت 1960 و دفن الباسل بمقبرة تاغيا ن إلمشان ، بطل قدم الكثير لتاريخ امازيغن..
تعليقات
إرسال تعليق